القائمة الرئيسية

الصفحات

لطفى واكد تعارف وسؤال وجواب


لطفي واكد، انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار عن طريق جمال عبد الناصر، وشارك ليلة الثورة في تأمين منطقة جنوب القنال، وعمل مديراً لمكتب عبد الناصر منذ عام 1954، وقاد المقاومة السرية ضد الغزو الثلاثي لقناة السويس سنة 1956. وفي سنة 1957، عُين رئيسا لتحرير جريدة الشعب، ومديراً سياسياً لها. وفي سنة 1967، قاد المقاومة في القنال ضد الكيان الصهيوني... اليوم ، يعمل مساعد رئيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، ورئيساً لمجلس إدارة صحيفة "الأهالي"....



ـ نبدأ مع بداية انتماء الضابط الحر لطفي واكد إلى تنظيم الضباط الأحرار، فكيف تمت عملية الانضمام؟
*قبل أن أتعرف على تنظيم الضباط، تعرفت أولا على الرئيس جمال عبدالناصر، حيث كان أركان حرب الكتيبة السادسة في عراق المنشية، وأنا كنت حاكما عسكريا لمنطقة الفالوجة وعراق المنشية، ومن خلال بعض الفعاليات تعرفنا على بعض، وبعد دقائق من لقائنا، ارتبطنا ارتباطاً وثيقاً وفهم أحدنا الآخر فهماً كاملاً... ثم بعد ذلك ذهبت إلى الضفة الغربية في بيت لحم والخليل جنوب القدس، وتأخرت في العودة إلى مصر بضعة شهور وعندما عدت، وجدت عبد الناصر قد شرع في تشكيل الضباط الأحرار ومن ثمة وقع الانضمام.
ـ ارتباطك وقع مع عبد الناصر فقط؟
* نعم، ارتباطي كان به شخصياً، ولم اتصل إطلاقاً بأحد سواه.
ـ هل تتذكر في أي سنة تم هذا الارتباط؟
* سنة1951. أو أواخر سنة 1950.
ـ من خلال تجربتك، كيف كان عبد الناصر ينتدب الضباط الأحرار؟
* لقد التقى بي في مكان، وقال لي هل تصلك منشورات باسم الضباط الأحرار، قلت له نعم. فقال ما رأيك فيها فقلت: إذا كان الضباط الأحرار هو أنت، فأنا معك، فرد علي: هذا ما كنت أتوقعه منك.
ـ بعد انضمامك، هل كنت تنشط داخل خلية معينة؟
* أنا كنت أعمل مع عبد الناصر شخصياً، وكان يكلفنا ببعض المهام في مقاومة القوات البريطانية سنة1951, وكان أهم واحد تعرفت عليه عن طريق عبد الناصر وصادقته إلى أن توفاه الله هو المرحوم كمال رفعت. وأول لقاء لنا كان أثناء عملية عسكرية ضد الإنجليز في منطقة التل الكبير. ثم استمرت العلاقة إلى أن قامت الثورة وبعدها أيضا ...
ـ ليلة 23 يوليو 1952، ما هو دورك فيها تحديداً ؟
* في هذه الليلة كنت مسئولاًَ على تأمين منطقة جنوب قناة السويس، وتمت السيطرة على القوات المصرية الموجودة هناك، استعداداً لاحتمال تحرك القوات البريطانية نحو القاهرة. وكلفنا هناك بتعطيل أي تحرك معاد. وفي نفس اليوم كان السلاح البحري خال من الضباط الأحرار، وكانت لهم قاعدة بحرية، فأرسلوا إلي وحدثتهم عن الثورة وأهدافها، وانضمت القاعدة البحرية إلى الضباط الأحرار قبل الساعة الثامنة صباحا من يوم 23 يوليو.
وأود أن أضيف أيضاً أنه قبل الثورة بأيام، كُلفت بالاتصال بالضباط الأحرار لمعرفة مدى استعدادهم للثورة.
ـ في تلك الليلة، ألم تتصل بعبد الناصر؟
* كلا لم أتصل به.
ـ ألم تعترضكم صعوبات ؟
* لقد كانت الظروف مهيأة بين الضباط والشعب وجميع الطبقات لإسقاط النظام القديم.
ـ هل كنت تتوقع إمكانية فشل الثورة تلك الليلة؟
* هذا التوقع وارد لكن التفكير فيه لم يكن وارداً أبدا، نحن كنا مصممون على إنجاز الثورة وليحدث ما يحدث.
فمبدأ التفكير في الفشل لم يكن وارداً.
- الثورة نجحت، رغم خصومها الكثيرين، القصر والإنجليز وأحزاب الأقلية، فهل يمكن تحديد بعض الأسباب التي جعلتكم تنجحون في تنفيذها، وإن كان الحظ إحدى هذه الأسباب ؟
* كان الفساد والتبعية يخلقان مناخاً مواتياً للثورة، مما جعل الأغلبية الساحقة من الشعب المصري تنتظر البطل الذي يتقدم لإسقاط النظام.
ـ هل تعتقد أن الحظ كان معكم في تلك الليلة؟
* لا أقول الحظ، وإنما أقول القدر، لقد كان معنا، لأننا جازفنا بأرواحنا ودمائنا بدون أن نطمع في أي شيء.
ـ أنور السادات ذكر في كتاب "البحث عن الذات" أنه قائد تنظيم الضباط الأحرار ومؤسسه، باعتباركم شاهد تاريخ، فإلى أي مدى تعتقدون في صحة هذه الرواية؟
* أنور السادات يلوي عنق الحقيقة، ففي أثناء الحرب العالمية الثانية وفي أعقابها، نبتت تنظيمات كثيرة، وربما كان السادات مؤسساً لإحدى هذه التنظيمات، ولكن كلها اندثر، أما الذي أسسه جمال عبد الناصر، فهو التنظيم الذي نجح وأنجز الثورة... حتى جمال عبد الناصر نفسه كان في أحد هذه التنظيمات المندثرة، وكذلك خالد محي الدين... كلها فشلت، لكن عبد الناصر استفاد من خبرة التجارب الفاشلة وأسس هذا التنظيم في ظروف أفضل وبكفاءة أحسن في تأمين التنظيم، وكان قد بدأ بتشكيله في ذهنه أثناء حرب فلسطين، وهو في بؤرة المعارك، وكان كل ضابط في الجيش هناك يتميز بخاصية في أدائه، جعلت عبد الناصر يعرف من هو الشجاع ومن هو الجبان، ومن هو الجيد ومن هو الرديء، وكان يستطيع أن يفرز ما يريده من قلب المعركة... ولهذا كان اختياره للضباط الأحرار لا يعتمد على المعلومات وإنما على العلم، بالممارسة والتجربة اليومية، ولهذا انتقى أشخاص لا يخافون من الموت وبالتالي لن يخافوا من الملك، لذلك كان تنظيماً قويا.
ـ بعد نجاح الثورة، شهد الضباط الأحرار مشكلة اختلاف ميولاتهم الإيديولوجية، فمنهم القريب من الإخوان المسلمين، ومنهم القريب من الشيوعيين... والمستقل، فكيف تم الانصهار وبلورة خط موحد؟
* أؤكد أن تشكيل الضباط الأحرار لم يقم على أساس أيديولوجي، وكان يمثل القوى السياسية المعتمدة في مصر، وكان يدخله الإسلامي واليساري والديمقراطي... وهم متفقون على مقاومة الاستعمار البريطاني ومقاومة النظام الحاكم وإسقاطه، بعد ذلك بدأت التيارات المختلفة تذوب، ولكن عبد الناصر كان يملك الكفاءة الأكثر والدور الأعلى في التنظيم، والولاء الأكثر للتنظيم، ولم يكن منحرفاً لا يساراً ولا يميناً، فكان القاسم المشترك بينهم.
ـ الإخوان المسلمون يقولون أن عبد الناصر منهم، والشيوعيون يقولون أنه انتمى إليهم، وكذلك حزب" مصر القناة". فأين هي الحقيقة من كل هذه الروايات؟
* انتماؤه كان فقط للضباط الأحرار، ولكن كانت له علاقات مع هذه التنظيمات بدون أن يكون عضواً فيها، فقط كانت علاقته متطورة مع "مصر الفتاة" عندما كان تلميذاً.
ـ حرب 1956 ضد العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي، كانت أول امتحان صعب لثورة 1952، حيث جاء التحدي قوياً شرساً، فما هو دورك في عمليات المقاومة التي نظمت؟
* قبل الثورة، كنا مجموعة مكلفة من الضباط الأحرار للقيام بعمليات عسكرية ضد الاحتلال. وطبعا كانت تتم في إطار من السرية المطلقة. لأن النظام الحاكم كان ضدنا، وعندما اندلعت الثورة في مصر، أصبحت هذه المجموعة محمية من الدولة الثورية باستعداد كبير للمعارك. واشتبكنا مرات كثيرة مع الإنجليز، وكنا مرتبطين بالقيادة السياسية التي تتفاوض مع الاحتلال من أجل الجلاء عن مصر... وبعد توقيع اتفاقية الجلاء سنة 1954، انتدبني عبد الناصر لأعمل مديراً لمكتبه، حتى تسارعت الأحداث، من تأميم القنال إلى تهديد بالعدوان ثم العدوان، ولم نقدم إلا ما استطعنا في هذه المعركة، ولا نريد المتاجرة بالكلام في هذا الموضوع.
ـ نرجو أن نعرف بعض التفاصيل وهذا حديث للتاريخ، فكيف نظمتم المقاومة وما هو دوركم فيها؟
* نظمنا المقاومة ضاربين بأجهزة الأمن عرض الحائط، فقد كنا نستقبل كل من يريد التطوع من مختلف الاتجاهات، ولهذا، فالشيوعيين مثلا، لما حوكموا سنة 1958، طلبوني للشهادة فذهبت وشهدت لصالحهم لأنهم شاركوا في حرب السويس.
ـ كم قطعة سلاح وزعتموها على المتطوعين؟
* ليلة العدوان، أنا كنت متواجداً في بيروت وكان لدي في مصر مخازن سلاح علنية وأخرى سرية، وكان معي أركان الحرب أمل المرصفي، فاتصل عبد الناصر يسأل عني إن كنت عدت من بيروت أم لا. فلما عرف إنني لم أعد بعد، أمر أركان الحرب بأن يوزع كل قطع السلاح على الأهالي في التل الكبير والإسماعيلية حتى السويس، وأعلمهم أركان الحرب بأنه لا يعرف إلا الأسلحة العلنية أما السرية فلا يدري مكانها، وأمره عبد الناصر بأن يوزع الأسلحة بسرعة وفي ليلة واحدة بدون أن يأخذ إيصالات ولا كشوف... وبعدما انتهت الحرب جمعت هذه القطع.
أما المخازن الأخرى السرية. فكنت قد خصصتها للمقاومة الشعبية والمقاومة السرية. فالأولى لمواجهة الغزو، وأما الثانية فتكمن أثناء الغزو ولا تظهر، وأسلحتها تبقى في مخابئها، وعندما يتقدم العدو نحو القاهرة، تظهر المقاومة السرية وتقوم بواجباتها خلف الخطوط، وطبعاً لم يتقدم العدو، لذلك لم تشترك في القتال رغم تدريبها الجيد وذلك انضباطاً منها للأوامر.
ـ المقاومة، كان عناصرها من الجيش أم من ماذا؟
* لم يكونوا من الجيش وإنما من الشعب، من طلبة ومثقفين وعمال... ومن ضمنهم وزير الصحة الحالي في الحكومة المصرية.
ـ من هو المشرف على المقاومة السرية؟
* أنا كنت المسئول عنها، والرقعة الجغرافية التي كانت تحت إشرافي في المنطقة الشرقية وراء خط كمال رفعت الممتد من الإسماعيلية إلى بور سعيد.
ـ هل نفذتم بعض العمليات العسكرية؟
* طبعاً.
ـ هل يمكن أن تقدم لنا بعض الأمثلة؟
* أرجوك، هذه مسائل غير هامة، فأنا أعتبر أن ما قمنا به من عمليات لا يساوي شيئا أمام فدائية المتطوعين داخل بورسعيد، وما قام به جنود الأمن ضد الطيران... ولكن أحسن عملية هي ما قام بها كمال رفعت عندما أخذ عدد من المتطوعين وذهب إلى منطقة اسمها (بوز القرد)، وحفر خنادق، وقاوم كل دوريات استطلاع العدو في المنطقة.
ـ يمكن أن نقول إذن أن المقاومة نجحت في صد العدوان وإيقاف الغزو، رغم عدم احترافها وبساطة سلاحها؟
* القول بإيقاف الغزو، يعتبر كلاماً مبالغاً فيه، ولكن في تنبيه القوات البريطانية بان المقاومة شجاعة وشرسة ومنتشرة في كل مكان.
ـ المقاومة التي أشرفت عليه، أسلحتها خفيفة طبعا؟
* كل المقاومة، كانت أسلحتها خفيفة، مع وجود بعض الأسلحة المضادة للدبابات...
ـ كنت مديرا لمكتب عبد الناصر، بعد 1956، ما هي المهمات الأخرى التي قمت بها؟
* عملت مديرا لمكتب عبد الناصر حتى أوائل سنة 1957، ثم عينني رئيسا لتحرير جريدة الشعب، والمسئول السياسي عنها.
ـ بالنسبة لأحداث الوحدة المصرية السورية ثم الانفصال، هل كان لك دور فيها؟
* ليس بدور مباشر، فأنا كنت أقدم المناضلين العرب الذين أعرفهم إلى عبد الناصر، مثل الأستاذ ميشيل عفلق.
ـ هل كانت لك علاقة قوية بالأستاذ ميشيل عفلق؟
* نعم، إلى آخر لحظة من حياته، فقد كان صديقاً عزيزاً ورجلاً احترمه، كان منظراً وليس ممارساً، ولم يكن مسئولاً عن التخريب الذي حدث في التنظيمات البعثية... كان مفكرا وفيلسوفا مؤمنا إيمانا قويا بالوحدة العربية.
ـ هل كان لعبد الناصر نفس وجهة نظرك اتجاه ميشيل عفلق؟
* الرئيس عبد الناصر كان يراه في البداية برؤية معينة، وبعدما اختلف مع حزب البعث أصبح يراه برؤية أخرى، فقد أدت أخطاء متبادلة بين الطرفين إلى قطيعة بين ثورة يوليو وحزب البعث.
ـ لقد كتب كثيراً عن نكسة 1967، وربما يصعب اختزال أسباب النكسة. لكن، باعتباركم من الضباط الأحرار الذين عشتم التجربة، فهل يمكن تحديد الأسباب العميقة لنكسة 1967؟
* هي تجربة شبيهة بما حدث للعراق سنة 1991، فمصر اُستدرجت لهذه المعركة، وكانت تعتقد أن لا حرب حقيقية ستقع، وكانت القوة الفاعلة في الجيش مرابطة باليمن، كذلك غياب الديمقراطية في الداخل مثل سبباً في تردي الكثير من الأوضاع، مما جعل النظام غير قادر على النصر، ونشوء مراكز القوى أثر في معنويات الشعب المصري، ومستوى القيادة غير كفئ، فلو كانت جيدة لخففت كثيراً من وقع الهزيمة.. وأنا شاهدت هذا الانهيار بنفسي، ففي يوم 5 يونيو 1967، رغم أني كنت على خلاف شديد مع عبد الناصر، تقدمت متطوعاً للمقاومة، وتكرم فاختارني دونا عن كل الذين كانوا يعملون معه كي أقوم بهذا الدور، وذهبت مع المرحوم كمال رفعت والأستاذ عبد الفتاح أبو الفضل لتكوين مقاومة شعبية في منطقة القنال بمواجهة أي غزو. ومسكت المنطقة من القنطرة حتى الإسماعيلية وبور سعيد، وانضم إلينا بعض الجنود التائهين الذين رفضوا الالتحاق بوحداتهم.
ومن خلال تواجدي هناك، ومقابلتي لآلاف الجنود والضباط العائدين من سيناء، أدركت بنفسي حجم الكارثة.
ـ هل تقدم لنا بعض المشاهد التي عشتها أيام يونيو 1967 وأثرت فيك كثيرا؟
* كانت هناك عربة مدرعة، تركها قائدها، أخذناها، وكنا ننتقل بها من مكان إلى آخر، حتى نوهم العدو أن لدينا خط مدرعات قوي.
وذات ليلة، شاهدت معركة في البر الشرقي، ثم سمعنا صوتا لتدمير الأسلحة، وفي الفجر وجدنا ضابطا صغيرا حديث التخرج من الكلية، سألته إن كان شارك في المعركة، فقال لي، أنا كنت قائد الفصيل الثامن، وضربنا العدو حتى انتهاء ذخيرتنا عندئذ فجرنا أسلحتنا، قلت له: هل تريد شيئا، قال: أريد أن أكل، فأنا لم أذق الطعام منذ ثلاثة أيام. وكانت الدكاكين مغلقة، فأتيت بلجنة فتحت باب أحد الدكاكين بعد كسر قفله، وقلت له خذ ما تشاء، فقط اكتب لي في ورقة ما أخذته... وهذه الحادثة جعلتني أتأثر كثيراً... لقد شاهدت إهانة الجيش المصري واعتبار الجنود أنفسهم ضحايا، كان انهياراً ناتجاً عن سوء الإدارة، وانهيار المعنويات العامة...
ـ هل كنت قريبا إلى الرئيس جمال عبد الناصر في تلك الفترة ؟
* لم أكن قريباً منه في حرب 1967، فقط كلفني بالمقاومة وعند انتهاء مهمتي عدت إلى قريتي ولم أره بعد ذلك. لقد كانت بيننا خصومة شخصية.
ـ هذه الخصومة التي ذكرتها هل يمكن أن نعرف أسبابها؟
* هي خصومة شخصية سببها أنني في أعقاب انفصال سوريا عن مصر قمت ببيان اتهمت فيه النظام المصري بأنه المسئول عن الانفصال وليست القضية تخص تجار دمشق كما أعلن. فلو تطورت سوريا على يد مصر وشعر السوري بأن الوحدة قدمت الكثير لما حدث الانفصال. فنحن المسئولون عن سقوط الوحدة.. واليوم اعتقد أنى اخترت وقتاً غير مناسب لجرحه وهو جريح بطبعه من أثر الانفصال.
ـ اليوم، مذكرات وكتب كثيرة كُتبت حول حقبة عبد الناصر وكلها شهادات ووجهات نظر فيما حدث. ما رأيك فيما يكتب ؟
* أعطني أمثلة من هذه الكتب وأنا أعطى رأيي.
ـ مثال مذكرات عبد اللطيف بغدادي حول حرب السويس؟
* عبد اللطيف بغدادي لا يستخدم الذاكرة ولكنه يسجل الأحداث يوما بيوم وأنا اعتقد فيما يتعلق بالأحداث هو أصدق المصادر أما فيما يتعلق بتلوين الأحداث فكل واحد يلونها حسب وجهة نظره لكن أن يكتب واقعة غير صحيحة فهذا مستحيل.
ـ ومذكرات السادات في كتابه "البحث عن الذات "؟
* هذا الرجل كان مصاباً بلوثة ولما كتب "البحث عن الذات" قمت بالرد عليه في عشر مقالات، عنوانها البحث عن الحقيقة كتبتها ولم أنشرها بعد. وفي يوم 15 سبتمبر 1981 قام بحملة ضد المعارضة ومن ضمنها حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي وفتش بيوتنا، بيتي وبيت الأستاذ خالد محي الدين وبيت المرحوم فؤاد مرسي. وعند التفتيش كان الضابط المكلف بالتفتيش شاب صغير من مباحث أمن الدولة ومعه عميد من البوليس العام غير قادر على التمييز بين ما يأخذه وما يتركه. ما هو وثيقة وما هو غير وثيقة وقد أخذ المقالات التي كتبتها في ردي على السادات والى حد الآن لم أتمكن من كتابتها.
ـ ما رأيك في كتابات احمد حمروش؟
* اقفل المسجل (!!!) أكرر إن أهم ما كتب من حيث الصدق هي مذكرات عبداللطيف بغدادي.
ـ الانقلاب على عبد الناصر وخطه في السبعينات وفقدان الناصريين لمواقعهم بسهولة غريبة مدهشة فهل ما حدث نوع من القانون التاريخي أم ماذا ؟
* المشكلة أن عبد الناصر كان القائد الوحيد ومن معه أعواناً فلم يكونوا شركاء له. وهو جمع بين الزعامة والسلطة، وعندما رحل رحلت معه الزعامة وبقيت السلطة. ولم يوفق الناصريون في الحفاظ على مواقعهم، ولو قام تنظيم ناصري ثوري حقيقي لما تجرأ أنور السادات على الانحراف فهو كان يعرف أن الجميع كان مرتبطا فقط مع عبد الناصر.
ـ سمعت أنك قبل انقلاب مايو 1971 سحبت مسدسك وقلت لشعراوي جمعة وصحبه أنه لابد من تصفية السادات بعد إن اكتشفتم التسجيلات التي تتهمه؟
* لم يحدث مما قلت شيئا، فشعراوي جمعة وزير الداخلية ومحمد فائق وزير الإعلام واحمد كامل مدير المخابرات ومحمد فوزي وزير الحربية ومع ذلك خسروا معركتهم مع السادات.
ـ كيف كانت طبيعة علاقة عبد الناصر بأصدقائه؟
* صحيح أن عبد الناصر لم يكن مسرفاً في عدد أصحابه لكنه كان يعطي للصديق حقه تماماً وكان صديقاً حقيقياً أستشيره حتى في المسائل الشخصية وكان يحب هذا ويحب أيضا الشارع. فأنا أذكر أنني ذهبت إليه إحدى المرات إلى البيت. سألني أين كنت. فقلت له: في السينما، فأضاف هل أكلت سندوتشات فول عند "نجفة" ؟! قلت له: "لا، أنت عاوز فول، أنا ممكن أجيب لك كم سندويش". فقال: "لا أنا أريد أن أقف في الزحمة مع الناس"، لقد كان مشدوداً دائماً إلى الناس وعظمته تكمن في إيمانه بالبساطة... وفي النهاية هو الزعيم الذي أنجبته مصر والأمة العربية، المتصوف في دفاعه عن كل شبر من الوطن العربي. لذلك شارك في حماية اليمن وهي مساعدة ثورة الجزائر وفلسطين أما في الممارسة فقد وقعت بعض الأخطاء ولكنه رغم ذلك فثورة عبد الناصر ثورة رائدة مصرياً وعربياً وعالمياً.

تعليقات